كانت لمدينة شيرازعبر التاريخ أهمية من نواحٍ مختلفة، وخاصة بعد أن نجت من الغزو المغولي، وتعتبر هذه المدينة أحد مراكز نمو وتطور الثقافة والأدب والتأليف الفارسي. و في العصر الصفوي، و بعد حكم الشاه طهماسب وقبل وصول الشاه عباس إلى السلطة، وعلى الرغم من الصعوبات التي واجهها الفنانون و النساخ والرسامون في شيراز على تقاليدهم في صناعة الكتب؛ حيث كانت شيراز تعتبر أحد أهم مراكز كتابة المصاحف الشريفة المذهبة الرائعة في ذلك العصر. العمل الذي امامنا هو عبارة عن الجزء الثلاثون للمصحف و هو قطعة من مصحف كامل مذهب قام بکتابته الخطاط الشهير «روزبهان محمد الطبعي بن نعيم الدين الشيرازي » وهو محفوظ في المجموعة الإسالمية ل «مكتبة تشيستربيتي » تحت رقم 1558 . يعود تاریخ إنتاج هذا العمل إلى بداية القرن العاشر الهجري )منتصف القرن السادس عشر الميلادي( ويعتبر مثالاً ممتازًا لفن تصميم الكتب الإيرانية في هذه الفترة. يحتوي هذا المصحف الكامل على 445 صفحة بأبعاد 442 ملم (ارتفاع) و 310 ملم (عرض).
وکان القليل من الخطاطين مثل «ابن البواب » و «عثمان بن وراق » و «عبد الله الهمداني » و «روزبهان الشيرازي » الذين قاموا بتذهيب مصنفاتهم بنفسهم بالإضافة إلى الكتابة. و يجب التنوية بأن غالبية الخطوط المستخدمة في هذا العمل هي «المحقق » و «الثلث » و «النسخ ». وقد كتب روزبهان السطر الأول والآخر )العلوي والسفلي( في کل صفحة بخط «المحقق » والسطور الوسطى بخط «الثلث .»
