مع بداية القرن الرابع الهجري، أصبح الخط الذي لاقى قبولا عاما لكتابة القرآن هو أسلوب من الخط المكسور المعروف بالنسخ. أقدم نسخة موجودة من القرآن بهذا الخط هي نسخة تحمل الرقم 1431 Is في مكتبة تشستربيتي، وتعود إلى سنة 391 ه.ق/ 1000 م. هذا القرآن كُتب بيد علي بن هلال المعروف بابن بوّاب و الذي يعتبر بحق أبرز خطاط عربي. يبدو أن هذه النسخة هي العمل الوحيد المتبقي من ابن بوّاب وأقدم نسخة خطية مذهبة باللغة العربية. أسلوب كتابة القرآن في نسخة تشستر بيتي يشير بوضوح على أنها نتاج عمل شخص واحد، وزخرفتها التي لا تقل أهمية عن كتابتها هي على الأرجح من عمل ابن بوّاب نفسه. هذه النسخة مكتوبة في 286 صفحة وكل صفحة تحتوي على 16 سطرا.
هذا القرآن كُتب ببراعة بخط النسخ الكبير المتعارف في المصاحف وعلى الرغم من قرب الحروف والكلمات والأسطر من بعضها البعض لم يتأثر وضوح القراءة في هذا العمل كما استُخدم فيه أيضاً خطوط أخرى مثل الخط الثلث والخط شبه الكوفي.